| حملة شوقاً لك يا رمضان | |
|
+7لولو الحلوة عذرا يا دنيا الجنة تنادين احلام وردية faty د.بشرى اميرة ادم moon_light3 11 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:40 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:43 am | |
| إن الله تعإلى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشر في المجتمعات..
الحمد لله الذي منّ علينا بمواسم الخيرات، وخصّ شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة؛ وأشكره على آلائه المُتكاثرة. وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجّد وقام، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام، أما بعد:
فإن الله تعإلى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبرّ والصلة والهناء، والطُهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين وحصن حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطّروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم، مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الفعال، ومكارم الخصال.
فضل رمضان
وإن من أجلّ هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: شهر رمضان الكريم الذي نرتوي من نميره، ونرتشف من رحيقه، ونشمّ عاطر شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، ومغفرة الذنوب والسيئات، وإقالة العثرات، قد تفتّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّ بذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي قال: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه » [متفق عليه]، و « من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
إخواني المسلمين: فرحة كُبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فها هي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك، تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه على هذه الأمة، لما له من الخصائص والمزايا، ولما أُعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا، وخصّت فيه من الكرامات والهدايا، كما في حديث أبي هريرة أن النبي قال: « إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين » [متفق عليه].
فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات.
في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات.
حاجتنا إلى رمضان
إخواني المسلمين: إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى فترات من الصفاء والراحة؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جدّ من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تاريخها، وإعادة أمجادها، إنه محطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل تتطلع إليها الأفراد والمجتمعات المسلمة، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات.
في الصيام: تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء والشهادة؛ كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والأُلفة، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة؛ فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة، من صام حقاً: صفت روحه، ورقّ قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه، ولانت عريكتُه.
فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته.
كيف نستقبل رمضان
أيها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّ الحقوق إلى أصحابها، والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذا الشعور والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله - فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع.
فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقال لصيامه، واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!!
حقيقة الصيام
لقد جهل أقوام حقيقة الصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان الحبل والعنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان، وقد قال : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري].
ولله درّ القائل:
إذا لم يكن في السّمع مني تصاو |
وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت |
فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ |
|
فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فما صُمتُ |
رمضان وحال الأمة
إخواني الصائمين: إنه ليَجدُر بالأمة الإسلامية التي تعيش اليوم مرحلة من أشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأمم والأفراد؛ لتكون موافقةً للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح - رحمهم الله - وبذلك تُعيد الأمة مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطّره تاريخ المسلمين الزاخرُ بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك؛ وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، ووقعة عين جالوت، وغيرها إلا شواهدُ صدق على ذلك.
إخوة الإسلام: يحل بنا شهرنا الكريم، وأمّتنا الإسلامية لا زالت تعاني جراحات عُظمى، وتُعايش مصائب كبرى.
فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم، وهم لا زالوا يُعانون صَلَفَ الصهاينة المجرمين؟!
بأي حال يعيش إخوانكم المبعدون المشرّدون عن ديارهم وأهليهم وأموالهم؟! وما استمرار قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين، ما استمرار تلك القضية المأساوية إلا تحدّ سافر من إخوان القردة والخنازير، لكل مبادئ الدين والعقل، والحق والعدل، والسلام والأمن.
بأي حال يستقبل إخوانكم المسلمون في أماكن كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم وهو يعانون أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ المعاصر؟! ويعانون حياة الجوع والتقتيل والتشريد؟!
رمضان مدرسة الأجيال
إخواني الصائمين: في رمضان تتربى الأمة على الجدّ، وأمة الهزل أمة مهزومة، في رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسد والغلّ والشحناء، ولا سيّما من طلبة العلم، والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح؛ فتجتمع القلوب، وتتوحّد الجهود، ويتفرّغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمّس العثرات، والنفخ في الهنّات، والحكم على المقاصد والنيات.
في رمضان: يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم ومجتمعهم.
في رمضان: تتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم، علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم؛ ليكون الجميع يداً واحدةً، وبناءً متكاملاً؛ لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن؛ أن تخرق السفينة، وتفوّض البناء، ويحصل جرّاءها الخلل الفكريّ والاجتماعي.
في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس؛ فهو فرصة اادعاة والمصلحين، وأهل الحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب وأقوم منهاج؛ فالفرصة مؤاتية، والنفوس مقبلة.
فاتقوا الله - عباد الله - وأدركوا حقيقة الصوم وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، واعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص، وجدّدوا التوبة وحققوا شروطها؛ لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنّه وكرمه.
هدي الرسول في رمضان
لقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ يقول ابن القيّم رحمه الله: ( وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام أكمل هدي وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر والاعتكاف، وكان يخصّه من العبادات بما لا يخصّ به غيره ).
وقد سار على ذلك السلف الصالح - رحمهم الله - حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح.
واعلموا - إخواني المسلمين - أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري يا عبدالله هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟! إننا _ والله - لا ندري، ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟! إن الكيّس اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم إعوجاجها، وأطرها على طاعة ربّها قبل أن يفجأها الأجل، فلا ينفعها - حينذاك - إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم - يا عباد الله - في هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والاقلاع عن المعصية والمأثم، واجتهدوا في الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عدل سابقا من قبل moon_light3 في الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:47 am عدل 1 مرات | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:44 am | |
| متجدد ان شاء الله على مدار الشهر الكريم | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:46 am | |
| تحية رمضان
لقد جاءكم شهر رمضان محيياً بتحايا، تضفي إليه من الجلال جلالاً، ومن البهاء بهاءً، أتاكم رمضان يحمل الجوع والعطش، ترى الطعام أمامك تشتهيه نفسُك، تصلُ إليه يدكُ، ولكنك لا تستطيع أن تأكله...
الحمد لله إذ بلّغنا رمضان غير سقماء ولا محرومين، ولا مرتدين عن ديننا ولا مغيرين ولا مبدلين، نحمده بأن كنا عبيداً مملوكين له، له الحجة علينا ولا حجة عليه، لا نقدر أن نأخذ إلا ما أعطانا، ولا أن نتقي إلا ما وقانا، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه، له الحمد كالذي يقول، ومثل ما يقول وخيراً مما نقول، له الحمد كله ويبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله، له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه المصير.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد:
لقد جاءكم شهر رمضان محيياً بتحايا، تضفي إليه من الجلال جلالاً، ومن البهاء بهاءً، أتاكم رمضان يحمل الجوع والعطش، ترى الطعام أمامك تشتهيه نفسُك، تصلُ إليه يدكُ، ولكنك لا تستطيع أن تأكله، ويُلهبُ الظمأ جوفك، والماءُ من حولك، لا تقدر على الارتواء منه، ويأخذ النعاس بلبك ويداعبُ النوم جفنيك، ويأتي رمضان ليوقظك لسحورك، إنها ترادف حلقات الصبر والمصابرة، ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: « الصوم نصف الصبر » [رواه الترمذي، وقال حديث حسن].
فيا سُعد الصائم، كيف ينال الأجر في ظمئه وجوعه عند من لا يظلم مثقال ذرة: { ذلك بأنَّهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكُفَّار ولا ينالون من عَدُوٍّ نَّيلاً إلا كُتِبَ لهم به عملٌ صالح إنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين } [التوبة:120].
لقد جاء رمضان، لينيب الناس فيه إلى ربهم، ويؤمُّوا بيوته، ليعمروها بالتراويح والذكر، تمتلىء بهم المساجد، متعبدين أو متعلمين، والمساجدُ في الأقطار، حفَّلٌ بالعباد صفاً واحداً، متراصة أقدامهم وجباههم على الأرض، سواء الغني والفقير، والوضيع والغطريف، الصعلوك والوزير والأمير، يذلون لله فيعطيهم الله بهذه الذلة عزة على الناس كلهم، إن حَسُن القصد واستُصوب العمل، ولا غرو أيها المسلمون، إن من ذلّ لله أعزّه الله، ومن كان لله عبداً مطيعاً جعله الله بين الناس سيداً، ومن كان مع الله تبارك وتعالى باتباع شرعه والوقوف عند أمره ونهيه كان الله معه بالنصرة والتوفيق والغفران. وبذلك عباد الله ساد أجدادُنا الناس، وحازوا المجد من أطرافه، وأقاموا دولة ما عرف التاريخ أنبل منها ولا أفضل، ولا أكرم ولا أعدل، فماذا بعد الحق إلا الضلال، نعم، لم يكونوا خواء، بل إنهم يُذكرون إذا ذُكر رمضان، ويُذكر رمضان إذا ذُكروا، فيه نُزل القرآن على سيد البشر صلى الله عليه وسلم وهو لعمر الله حياة الناس عند الموت، ونورهم عند الظلمة.
شهر الانتصارات والفتوحات: وفي رمضان نصر الله تبارك وتعالى المؤمنين ببدر وهم أذلة، وسماه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، وفي رمضان فُتحت مكة لنبينا صلى الله عليه وسلم فطهرها من وساوس الوثنية، وأزاح منها كل قوى التقهقر والشرك، وفي رمضان يفتح الله تعالى على خالد بن الوليد في اليرموك وعلى سعد في القادسية، وعلى طارق بن زياد في الأندلس عند نهر لكة، وعلى الملك قطز والظاهر بيبرس ضد جحافل التتار فقُطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين، وكذا حطين وجلولاء، ورمضان فيه وفيه وفيه، هذا هو رمضان الذي يجمع للصائم صحة الجسم وعلو الروح، وعظمة النفس ورضاء الله قبل كل شيء وبعده.
شهر الحب والوئام: رمضان أيها الناس شهر الحب والوئام فكونوا فيه أوسع صدراً، وأندى لساناً وأبعد عن المخاصمة والشر، وإذا رأيتم من أهليكم زلةً فيه فاحتملوها، وإن وجدتم فُرجةً فسدوها واصبروا عليها، وإن بدأكم أحد بالخصام فلا تقابلوه بمثله، بل ليقل أحدكم: إني صائم، وإلا فكيف يرجو من يمقت ذلك ن يكون له ثواب الصائمين، وهو قد صام عن الطعام الحلال، وأفطر على ما سواه من الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةً في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه البخاري].
وإن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتان من العطش فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض ثم ذُكرتا له فدعاهما فأمرهما أن يتقيأ فقاءتا ملء قدح قيحاً وصديداً ولحماً عبيطاً، فقال النبي صلى الله علبيه وسلم: « إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس » [رواه الإمام أحمد]. فلا إله إلا الله ما أعظم هذا الجرم، ولا إله إلا الله ما أعظمه من انتهاك لحرمة الشهر، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
الناس في رمضان: الناس في رمضان أشتات غير متفقين عن اليمين وعن الشمال عزين، فمن الناس من لا يرى في رمضان أكثر من كونه حرماناً لا فائدة منه، وتقليداً تعبدياً، لا مبرر له، فهم عازمون على الإفطار فيه، مجاهرين بذلك أو مسرين، فهؤلاء حمقى كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً، وظنوا أن في الصوم كبتاً للحرية، التي تعني بداهة: انطلاق المرء المحموم وراء أهوائه وشهواته، يُعبُّ منها دون حد أو قيد، كلا عباد الله فإن هذه حريةٌ مغشوشة، وما هي إلا الفوضى أولاً، والعبودية الذليلة للجسد آخراً.
والحق عباد الله أن الحرية المادية هي تمام العبودية، وتحقيق العبودية لله وحده هي تمام الحرية والمسلم الصادق عباد الله إنما هو حُرُّ الروح ولو أطبقت عليه الجدران، أو عاش في أرض قفر، هو حرٌّ ولو كُبِّل بالحديد وجلد بالسياط، وهذه لعمر الله هي الحرية الحقة، التي تليق بكرامة بني آدم، وأين منها حرية الأشباح والجسوم الخاوية: { أفَمَن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلالٍ مُّبين } [الزمر:22].
وإن من الناس عباد الله من لا يرى في رمضان إلا جوعاً لا تتحمله أعصاب بطنه، وعطشاً لا تقوى عليه مجاري عروقه، قد سئم ذكر رمضان، دخولهُ ثقل عليه، وتمامه عناء ووثاقاً مشدوداً أمام رغباته وشهواته، فهو يصومه على مضض فهذا وأمثاله ممن فقدوا لذة الإيمان وسرور الصالحين بالتسليم للخالق جلّ شأنه في أمره وحكمه: { وربُّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سُبحان الله وتعالى عمّا يُشركون } [القصص: 68].
ولا يسعنا إلا أن نُذكِّر بأمثال هؤلاء، إن كانوا أهلاً للذكرى، بما ذكره الحافظ ابن رجب وغيره من أن ولداً لهارون الرشيد كان غلاماً سفيهاً، فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعاً وأخذ ينشد:
ولا صمت شهراً بعده آخر الدهر
| | أتاني صوم الشهر لا كان من
| شهر على الشهر لاستعديت قومي على
| | الشهر فلو كان يُعديني الأنام بقوة
|
فأصيب بمرض الصرع، فكان يصرع في اليوم أكثر من مرة، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يدرك رمضان الآخر. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
إن صنفاً من الناس، يرى في رمضان موسماً حولياً، للموائد الزاخرة بألوان الطعام وصنوفه، وفرصة سانحة للهو والسمر، الممتدين إلى بزوغ الفجر، فصبحهم مثل ليلهم وأجواؤهم سود، وأجفانهم جمر يومض، أتاهم رمضان ومصائب المسلمين جمة، فآمالهم مدٌ وآلامهم جزر، فغاية برِّ هؤلاء بالشهر، أن يكون محلاً للألغاز الرتيبة والدعايات المضللة أو المواعيد المضروبة، لارتقاب ما يستجد، من أفلام هابطة وروائيات مشبوهة، ترمي بشرر كالقصر، لإحراق ما بقي من أصل حشمة وعفاف، أو تدين يستحق التشجيع والإذكاء، ولقد صدق الله: { وما أكثرُ النَّاس ولو حرصت بمؤمنين } [يوسف: 103]. { وكأيِّن من آيةٍ في السموات والأرض يمرُّون عليها وهم عنها مُعرضون } [يوسف: 105].
المستفيدون من رمضان: أما القلة من الناس وهم كثرة بحمد الله يرون في رمضان شهراً غير هذا كله، وأجلُّ من هذا كله، يرون فيه التهذيب الإلهي بالتقوى والإيثار الجميل، والصبر الكريم، علموا أنه دروس يتعلمها الجيل، لا يجدها المرء في المدارس ولا الجامعات، التي محلُّها تثقيف العقل لا تزكية النفس، وتنمية المعرفة، لا تقوية الصلة بالله إلا من رحم الله. هؤلاء عباد الله هم الذين يستفيدون من رمضان، وهم الذين يجدون في نهاره لذة الرجولة والحرية الحقة والصبر في الشدائد، هؤلاء وأمثالهم هم الذين تفتح لهم أبواب الجنان، وتغلق عنهم أبواب النيران، وهم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفورةٌ لهم ذنوبهم مكفرةً عنهم خطاياهم، سموُّ نفسٍ، وشرف هدفٍ، ونُبْل غاية، وهداية قلب، أولئك في الحقيقة هم الذين تصلح بهم الأوضاع، وتَسْعَدُ بهم المجتمعات، وما أشد حاجة الأمة المسلمة إلى أمثالهم في كل عصر وفي كلِّ مصر.
حال بعض الشباب في رمضان: الشباب المسلم يصومون، نعم يصومون، ولكن كثيراً منهم يصومون عن القرى فحسب، ويعيشون في رمضان سبهللاً، دون استغلال أو إشغال بما ينفع ويفيد، وإن بقاءهم على هذه الحالة المزرية، يُنشيء مشاكل متوالية على الأسرة والمجتمع، بحيث لا يؤويهم إلا الطرق والممرات، فيزعجون هذا ويوقظون ذاك، ويلحظون هذه ويضايقون تلك، وتكون لهم الطرق بمصراعيها، مأدبة إبليسية، تعلمهم كل بذيْ من القول وقبيح من الفعل، ولسان حالهم يقول: صفدت شياطين رمضان إلا شياطينهم.
إننا بحاجة أيها المسلمين إلى ما يقوِّم أخلاقهم، ويرفع من ثقافتهم ويحدُّ من عبثهم وضياع أوقاتهم سدى، وأن يُقنعوا بأن العطالة موات، وأنهم أحرى الناس في أن يُحشروا مفلسين، لا حصاد لهم إلا البوار والخسران.
حال بعض النساء في رمضان: وأما المرأة المسلمة يا رعاكم الله، فهي شقيقة الرجل، بل هي نصف المجتمع، ثم هي تلد النصف الآخر، فكأنما هي في الحقيقة مجتمع بأسره، أيكون نشاطها في رمضان مقصوراً على الطهي والتعمق في فنون المآكل وألوان المشارب، أو بأن تكون خرَّاجة ولاَّجة كاسية عارية، تَفتنُ وتُفتن، دون التفات إلى ما يُقربِّها من خالقها بتلاوة قرآن، أو صلاة نفل أو صدقة، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، في بيتها وأسرتها الذي يعترف بريادتها فيه، أنسيتْ أنها مدرسة الطيبي الأعراق، إنه لم يكن نصيب المرأة في العناية بشهر رمضان، بأقلِّ من نصيب الرجل، فهاهن أمهات المؤمنين، يشاركن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فيما يصنع، من صيام وقيام وبذل وجود.
وقد أخرج البخاري في صحيحه: « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الثلث الأخير من رمضان، شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله » ، وهذه عائشة- رضي الله تعالى عنه- تسائل النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: « قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » .
معاشر المسلمين: أروا الله من أنفسكم في هذا الشهر المبارك، فإن لله تعالى نفحات من حرمها حرم خيراً كثيراً، وأبشروا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي يقول الله جلّ وعلا: « كل عمل ابن آدم له كفار والصومُ لي وأنا أجزي به » [رواه البخاري].
الجود والصدقة في رمضان: اعلموا أن شهر رمضان، شهرُ الجود والعطاء، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، وهو أجود بالخير من الريح المرسلة. وإن من أعظم الجود في رمضان الصدقة الطيبة، بشتى صورها: مالاً وطعاماً ومواساة، والجمع بين الصدقة والصوم موجب من موجبات الجنة، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن في الجنة غُرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونُها من ظهورها » ، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: « لمن طيب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام » [رواه أحمد والترمذي].
ألا فليكن المسلم السهم الراجح، في العطف على إخوانه في الدين، وفي كفكفة دموعهم، وسدِّ مسغبتهم. وإن الغني الذي لا يُحس بأن عليه للفقراء حقوقاً وواجبات، لقاسي القلب خالٍ من الشفقة، بعيدٌ من رحمة الله: { إنَّ رحمتَ الله قريبٌ مِّن المُحسنين } [الأعراف: 56]. « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » .
إنه ليس من المروءة أن تتمتع أيها الغني بملابس الزينة، وأخوك المسلم يحرقه حر الصيف، ويقرصه برد الشتاء، إنه ليس من المروءة أن تمنع المعونة، وتقبض يديك شحاً وبخلاً، ومن أبقت عليهم صروف الحياة ، في شدة من الضيق، وألم من الإعسار، ألا فاتق الله أيها الغني، وكلف نفسك في تحريك جفنيك، وفتح عينيك؛ لترى المحتاجين ماثلين أمامك في غير ما سبيل، تصور أن ذريتك الضعيفة تدور عليهم رحى الأيام، والأيام قلَّب فيصبحون لا حول ولا قوة: { ولْيَخشَ الَّذين لو تركوا من خلفهم ذريَّةً ضِعَافاً خافوا عليهم فلْيتََّقوا الله ولْيَقُولُوا قَوْلاً سَديداً } [النساء: 9].
اللهم تقبل منا الصيام والقيام، واجعل لنا من هذا الشهر أوفر الحظ والنصيب. وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم. | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:48 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:49 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:50 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:50 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:51 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الثلاثاء يوليو 03, 2012 3:52 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 5:55 am | |
| الشفاء من مرض السرطان بالصيام
ليس من شيئ شرعه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أو في السنه النبويه إلا وكان القصد منه الرحمه وصالح المسلمين. يقول الله تعالى: "يٰأَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِى الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ﴿٥٧﴾ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ﴿٥٨﴾" {سورة يونس}. أود أن أتناول في هذا المقال الصيام وقدرته الشفائيه لمرضى السرطان وذلك من خلال عرض طبيعة هذا المرض ، أسس العلاج والآليه الشفائيه للصيام بالنسبه لهذا المرض بشكل خاص.
الصيام ركن من أركان الإسلام ولم يكن الله سبحانه وتعالى ليأمر به ، مع ما يتضمنه من كبت لشهوة الأكل والشرب وغيرها ، إلا لوجود فوائد صحيه ونفسيه له. يقول تعالى: "يٰأَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ ﴿١٨٣﴾ أَيّامًا مَعدودٰتٍ فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو عَلىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطيقونَهُ فِديَةٌ طَعامُ مِسكينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأَن تَصوموا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ ﴿١٨٤﴾" {سورة البقره} فالإشاره إلى البركه والخير المتواجدان في الصيام واضحه في نص هاتين الآيتين.
قبل أن أتطرق إلى فوائد الصيام بالنسبه لمرض السرطان تعالوا لنتعرف على هذا المرض:
ما هو السرطان:
السرطان نمو متزايد للخلايا دون انضباط بنظام الأنسجة الأساسي من حيث عمر الخلية أو اتجاه نمو النسيج، ففي الأحوال العادية الصحيحة ينمو كل عضو بمقدار معين وتنمو أنسجته وخلاياه في اتجاه معين وفق نظام دقيق بحيث لا يتجاوز النسيج أكثر مما هو محدد له وفق المنظومة النسيجية المتناسقة في جسم الإنسان، فإذا حدث خلل ما في هذا النظام الدقيق لأسباب متعددة فقد تنمو بعض الأنسجة دون مراعاة قوانين النمو فتصير سرطانية بمعنى أنها تنمو في أي اتجاه غير محترمة لقواعد النمو ولا تبالي بالأنسجة المجاورة ولا تتوقف عند حد معين ولا تراعي ما سيقابلها في طريقها أثناء نموها من عصب ستجتاحه في طريقها فتسبب الشلل أو شريان أو وريد دموي تقرضه في طريقها فيحث النزيف الدموي أو غدة تربك نظام إفرازاتها بالزيادة أو النقص أو العدم الكلي أو عظام تحدث فيها الهشاشة بل والكسور أو عضو آخر من أعضاء الجسم زاحمه الورم وربما تضخم الورم وضغط على أنسجة أو أعضاء أخرى فأعاق وظيفتها أو عطلها تماما.
يرتبط نمو الخلايا في الجسم وفق القواعد الدقيقه والمحكمه التي أودعها الله تعالى في الماده الوراثيه (الـ DNA) المتواجده في نواة كل خليه من خلايا الجسم ، ولكن قد يحدث خلل في أجزاء من هذه المواد الوراثيه لأسباب مختلفه كالإشعاع والسموم البيئيه. ما يترتب على ذلك الخلل أن إنقسام وعمل الخلايا قد يختل وهذا ما يعرض المريض للإصابه بالسرطان.
يجد بالذكر هنا أن الله سبحانه تعالى زوّد الخلايا العضويه في الجسم بآليات خاصه تُمكنها من إكتشاف وتصليح تلك الأخطاء المُمكنة الحدوث في الماده الوراثيه بشكل يمنع تفاقم المرض. فتلك الأخطاء أو التشويشات في الماده الوراثيه تحدث يومياً وعند كل الناس ولأسباب مختلفه (عمليات إنتاج الطاقه ، السموم في الغذاء ، الإشعاع وغيرها ... ) ولكن من آثار رحمة الله وبإيداعه لوسائل التصليح يُصرف عن أكثرنا هذا المرض.
كيف يمكن للصيام المساعده في الشفاء من مرض السرطان (وحتى تجنبه أصلاً):
الآليه الأولى التي أود أن أعرضها والمثبته علمياً تتعلق بعملية إنقسام الخلايا: كما أشرت للتو فأن الخلايا في الجسم تنقسم بإستمرار وذلك للحفاظ على حيويته وسلامته. فخلايا الدم تتجدد وخلايا الجلد تتجدد هي أيضاً. عادة تنقسم الخلايا وفق النظام المحدد في الماده الوراثيه وإذا حصل أي خلل فأن آليات التصليح تباشر بتصليح الخلل وذلك لتفادي العواقب السلبيه (كالسرطان). لقد وجد العلماء على مدى ال 70 سنه الماضيه وبشكل واضح بأن تقليل الإمداد بالسعرات الحراريه (الطعام) للجسم يُبطأ عملية تكاثر (إنقسام) الخلايا. هذا يعني أن في حالة حدوث أي خلل بالماده الوراثيه وفور تكون خلايا غير حميده (سرطانيه) فأن الجسم لديه مده زمنيه أطول لتصليح الخلل قبل أن يتفاقم الوضع وتتكون خلايا سرطانيه أخرى.
وفي هذا السياق تجدر بالذكر الدراسه التي قام بها بعض العلماء عام 2005 في جامعة كاليفورنيا مع الفئران حيث قام العلماء بدراسة مجموعتين من الفئران (أ) من حُدد مقدار ما تأكل خلال اليوم (نسبه 5% أقل من المعتاد) و (ب) من سُمح لها أن تأكل كما تشاء دون أي تحديد. ما وجده العلماء هو أن مقدار وسرعة إنقسام الخلايا للمجموعه الأولى كانت أقل من تلك للمجموعه الثانيه. يقول البروفيسور مارك هيليرستاين أن إنقسام الخلايا هو عامل أساسي في تطور وإنتشار مرض السرطان. فكبت عملية الإنقسام (من خلال الصيام مثلاً) يعطي المجال والوقت اللازمين لآليات الجسم للتخلص من الخلايا السرطانيه قبل تفاقم المرض. ويجدر بالذكر أن الخلايا السرطانيه وبسبب الخلل في مادتها الوراثيه تحتاج لكميات كبيره من السعرات الحراريه وهكذا فالصيام يبطئ نموها بشكل كبير. ويضيف البروفيسور مارك هيليرستاين أن تقليل إستهلاك السعرات الحراريه هو العامل الأساسي المثبت علمياً الذي بمقدوره أن يطيل العمر. وهذه هي الآليه الأولى.
الآليه الثانيه تتعلق بالعلاج الكيماوي فقد أثبتت الأبحاث العلميه أن الصوم يساعد على إستهداف الخلايا السرطانيه من قبل المواد الكيميائيه بشكل خاص دون المس بالخلايا الحميده (السليمه). فالعلاج الكيماوي عادة يقوم بإستهداف الخلايا السرطانبه والحميده بدون تمييز ولكن الصيام بما يتضمنه من تقويه وتعزيز لخلايا الجسم يعطي الخلايا السليمه قدره أكبر على التصدي للمواد الكيماويه. ولكن الخلايا السرطانيه (وللخلل المتواجد بها) فالصبام يُضعفها بشكل خاص أمام العلاج الكيماوي. هذا ما وجده طاقم الباحث فرناندو صفدي في جامعة كاليفورنيا الجنوبيه. حيث يبدو أن حرمان الخلايا السليمة من الغذاء الذي تحتاج إليه ليمدها بالحيوية يضعها في حالة استنفار وتأهب للبقاء على قيد الحياة بحيث تصبح على درجة عالية من المقاومة للضغوط أو الدمار. ويصف الخبراء هذا السلوك بأنه شبيه بسلوك الحيوانات التي تكون في حالة بيات شتوي لتفادي النقص في الغذاء. أما الخلايا السرطانية فلا يكون رد فعلها على غرار ما تقدم.
ثالثاً فحرمان الجسم من الطعام لساعات متواصله (كالصيام) يُجبر الجسم على الإعتماد على مخازن الطاقه المتواجده به. هذا يؤدي إلى إطلاق السموم المكبوته من هذه المخازن (التي لم تستعمل لأيام ، لأشهر أو لـ 11 شهر أي من رمضان إلى رمضان) ، وهذه السموم تعمل كعلاج كيماوي طبيعي فهي تجري في الدم وتهاجم الخلايا السرطانيه بشكل خاص. قد يتسائل البعض: ولكن من أين تأتي هذه السموم أصلاً؟ الجواب هو أنها تأتي من البيئه ، الهواء الملوث والطعام المُصنع (آفات المجتمع العصري).
ويقوم الصيام أيضاً بتقوية جهاز المناعه في الجسم حيث تزداد قدرته للتعرف على الخلايا السرطانيه وإبادتها.
خامساً: يستخدم الجسم كمية طاقه كبيره لعمليات هضم الطعام وهكذا يمكن للجسم إستخدام هذه الطاقه بشكل آخر عند الصيام. فتستغل هذه الطاقه عند الصيام لتنظيف الجسم من الخلايا الميته ، الخلايا السرطانيه والسموم.
هذا إقتباس مما تقوله سامي هوفارد عن تجربتها مع الصيام لعلاج سرطان المبيض الذي أصابها في منتصف الثلاثينات من عمرها: "خلال العشر أيام الأولى للصيام بدأت ألاحظ التغيرات. جلد أصفى ، الخطوط بالوجه بدأت بالتلاشي ، أحسست قويه ومنتعشه ، طاقه عاليه وأحسست بالإيجابيه والحماس للحياه بشكل عام. بدأت أتابع الجوانب الروحانيه للموقع..." - سامي هوفارد تشافت تماماً من السرطان بفضل من الله سبحانه وتعالى وبإتباع الصيام.
كيفية تطبيق الصيام عند مرضى السرطان:
هنالك بعض القواعد والأسس التي يفضل إتباعها عند مباشرة الصيام بحاجة مكافحة مرض السرطان:
- عليك عزيزي المريض إستشارة الطبيب قبل الشروع في الصيام وبتعاون معه يمكنك تحديد برنامج آمن للصيام دون التأثير السلبي على حالتك الصحيه.
- لا يستحب الصيام في الأيام الأولى بعد تلقي العلاج الكيماوي. عادة يكون الجسم متعباً وضعيفاً في هذه الأيام ويجب على المريض في هذه الفتره التغذيه بشكل جيد ليسترد الجسم قواه. وكذلك فقد يصعب الصيام على المريض وذلك بسبب الآلام وحاجته للمسكنات في هذه الأيام فور تلقي العلاج الكيماوي.
- يستحب الصيام في الأيام (أو الإسبوع / إسبوعين) التي تسبق العلاج الكيماوي. عادة يكون المريض في حاله صحيه جيده في هذه الفتره.
- الرجاء الإنتباه لرد فعل الجسم للصيام وإيقافه في حالة التعب الشديد.
- السحور لما فيه من بركه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تسحروا ، فإن في السحور بركة ." (عن أنس بن مالك عند البخاري وهو حديث صحيح)
- طلب العون والشفاء من الله سبحانه وتعالى عند النيه للصيام. يقول تعالى: "وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍۢ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ ۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴿١٠٧﴾" {سورة يونس} | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 5:57 am | |
| لصوم والتوازن والاعتدال
خلق الله الإنسان في هذه الحياة لغاية سامية ، وهدف نبيل ، بله إن خلق السماوات والأرض وما بينهما لم يأت عبثاً قال تعالى : وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ سورة : ص : الآيتان 27 ، 28 . ومن المهام التي خلق الله – تعالى – الإنسان من أجلها : العبادة , قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ سورة : الذاريات : آية : 56 . والخلافة عنه في الأرض : قال تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً سورة : البقرة :أية :30.وقال : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ سورة : الأنعام : أية : 165 . ولكي يحقق الإنسان ما خلق من أجله فإن عليه أن يكون متوازناً ومتميزاً في تحقيق تلك الغايات . ومن توازن المسلم وتميزه أن يكون معتدلاً في تعامله مع جسمه ومع عقله ومع روحه : فمن توازن الإنسان مع جسمه :-أن يكون معتدلاً في طعامه وشرابه ، و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا , إنها القاعدة الصحية العريضة التي قررها الله عز وجل حين قال في كتابه العزيز (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف:31), عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ جَدِّهِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا ، فَثُلُثٌ طَعَامٌ ، وَثُلُثٌ شَرَابٌ ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ.أخرجه النَّسَائِي في الكبرى 6737. ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5674 في صحيح الجامع .
وللإسراف في الطعام والشراب مضار كثيرة منها : آ ـ على جهاز الهضم : التخمة، و عسر الهضم، و توسع المعدة، و هي حالات تسبب للشخص شعوراً مزعجاً . ب ـ إن التهام وجبة كبيرة من الطعام قد تؤدي إلى : 1 ـ هجمة خناق صدر وخاصة إذا كانت الوجبة دسمة، وهي حالة من الألم الشديد خلف القص يمتد للكتف و الذراع الأيسر والفك السفلي بسبب نقص التروية القلبية، تظهر هذه الحالة عادةً عند المصابين بأمراض الأوعية القلبية إثر الجهد، فالوجبة الغذائية الكبيرة تشكل على القلب عبئا يماثل العبء الناتج عن الجهد العنيف . 2 ـ التهام كمية كبيرة من الطعام تعرض الإنسان للإصابة ببعض الجراثيم، كضمات الكوليرا و عصيات الحمى التيفية ، و الأطوار الاغتذائية للاميبا و ذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة و للهضم المبدئي في المعدة حيث أن حموضة المعدة هي المسئولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم . 3 ـ توسع المعدة الحاد، وهي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج . 4 ـ إنفتال المعدة ، و هي إصابة خطيرة و نادرة تحدث بسبب حركة حويّة معاكسة للأمعاء بعد امتلاء المعدة الزائد بالطعام . 5 ـ المعدة الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة ، و قد يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على منطقة فوق المعدة . ج ـ الشره ضار بالنفس و الفكر : فكثرة الأكل تؤدي إلى همود في النفس، وبلادة في التفكير ، و ميلٍ إلى النوم ، قال لقمان الحكيم يا بني ، إذا امتلأت المعدة ، نامت الفكرة ، وخرست الحكمة ، و قعدت الأعضاء عن العبادة كما أن الشره يزيد الشهوة الجنسية ، و كنا نرى عموماً أن الشره يغير من نفسية الإنسان فيجعلها أقرب إلى نفسية الحيوان رغماً عنه . قال بعض الحكماء: لا ينبغي للعاقل أن يخلي نفسه من ثلاث في غير إفراط: الأكل والمشي والجماع. فأما الأكل فإن الأمعاء تضيق لتركه. وأما المشي فإن من لم يتعاهده أوشك أن يطلبه فلا يجده. وأما الجماع فإنه كالبئر، إن نزحت جمّت [أي كثر ماؤها] وإن تركت تخثر ماؤها [أي صار غليظاً].وحق هذا كله القصد فيه.(العقد الفريد ج 7 ص 263). قال أبو المؤيد الجزري: اسمع جميع وصيتي واعمل بها***الطـب مجموع بنظم كلامي أقلل جمـاعك ما استطعت فإنه***ماء الحياة تصب في الأرحام واجعل غذاءك كـل يـوم مرة***واحذر طعاماً قبل هضم طعام لا تحقر المرض اليـسير فإنـه***كالنار تصبح وهي ذا ضـرام عن عيسى بن مريم (عليه السلام) أنه قام خطيباً فقال: يا بني إسرائيل، لا تأكلوا حتى تجوعوا، وإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا فإنكم إذا شبعتم غلظت رقابكم وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربكم .
والصوم يحقق هذا التوازن في المأكل والمشرب . والمسلم أيضا يكون متوازنا في تفكيره : فعليه أن يسعى للعلم ، ويفتح نوافذ فكره لكل جديد يأخذ منه ما حسن ، ويدع ما قبح ، وليكن شجاع العقل ويضع هذه الشجاعة في موضعها , قال ابن حزم : فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير موضعها فليعلم أن النمر أجرأ منه ، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه ، ومن سر بقوة جسمه فليعلم أن الثور والفيل أقوى منه ، ومن سر بحمله الأثقال فيعلم أن الحمار أحمل منه ، ومن سر بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه ، ومن سر بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن منه صوتاً ، وأن أصوات الطير ألذ وأطرب من صوته ، ولكن من قوى تميزه واتسع علمه وحسن عمله فليتعظ بذلك فإنه لا يتقدمه في هذه الوجوه إلا الملائكة وأخيار الناس .ابن حزم : الأخلاق والسير ص 18 ، 19 ط بيروت 1961 . ولقد أكد ابن مسكوبة على معنى السعادة فقال : فالسعيد إذاً من الناس في إحدى مرتبتين : أما في مرتبة الأشياء الجسمانية متعلقاً بأحوالها السفلى سعيداً بها ، وهو مع ذلك يطالع الأمور الشريفة باحثاً عنها مشتاقاً إليها متحركاً نحوها مغتبطا بها . ومن التوازن العقلي أن يوازن الإنسان بين الحلم والواقع فلا ينشغل بالواقع وينسى أحلامه ، ولا تأخذه الأحلام بعيداً عن معايشة الواقع . والصيام يجعل الإنسان لا يفكر إلا في الخير وفيما ينفع به نفسه وغيره . والمسلم –كذلك – يكونا متوازنا مع روحه ونفسه : وذلك بأن يصقلها بالعبادة ومجالس الإيمان ، والرفقة الصالحة وقراءة القرآن ، وأذكار الصباح والمساء . قال ابن حزم : فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات ونفرت من الرذائل والمعاصي . فمن سعادة الإنسان ونجاحه في الحياة صلاح قلبه وروحه ، لأن بصلاحهما يصلح الجسد كله : فصلاح القلب مستلزم لصلاح سائر الجسد ، وفساده مستلزم لفساد سائر الجسد ، فإذا رأى ظاهر الجسد فاسداً غير صالح علم أن القلب ليس بصالح بل فاسد ، ويمتنع فساد الظاهر مع صلاح الباطن ، كما يمتنع صلاح الظاهر مع فساد الباطن ، فإن صلاح الظاهر وفساده ملازما لصلاح الباطن وفساده . ومن توازن الإنساني الروحي أن يكون متوازناً في عاطفته ، ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الغنى والفقر رواه النسائي 4/54 ، وأحمد 4/364 ، وصححه الألباني في صحيح النسائي.وفى الأثر : أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون عدوك يوماً ما . وأما من يندفع وراء عواطفه وشهواته فليس بأهل لأن يكون سعيداً وناجحاً في حياته . يروى أن سيداً غضب على خادمة فصرخ في وجهه قائلاً: اسكت أنت عبدي وأنا سيدك فرد عليه الخادم بهدوء صحيح أنا عبدك ولكنك أنت عبد عبدي فغضب سيده مرة أخرى وقال : كيف تقول ذلك ؟ فأجاب الخادم وهو يبتسم : أما أنا فإني عبدك لأنك اشتريتني بمالك ولكنك أنت عبد عبدي ، لأنك تعبد شهوتك فهي تأمرك وأنت تطيعها ، وأنا آمر شهوتي فتطيعني ، فهي عبدي وأنت عبد لها فأنت أذن عبد عبدي . قال أحدهم في توازن المشاعر : إن الكريم إذا تمكن مـــن أذى ***جاءته أخلاق الكرام فأقلعها وترى اللئيم إذا تمكن من أذى *** أطغى فما يبقى لصلح موضعاً فليكن شعار المسلم في حياته التوازن والوسطية في كل شيء فقد وصف الله تعالى الأمة الإسلامية بأنها أمة الوسط فقال : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } (143) سورة البقرة. فالتوازن والوسطية سمة من سمات المسلم المتوازن , والصوم يحقق هذا التوازن | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 5:58 am | |
|
رمضان فرصة للتغيير
الحمد لله الذي هيأ لعباده أسباب الهداية ، ويســــــــر لهم دروب الاستقامة ،وفتح لهم أبواب رحمته ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وهداية للخلق أجمعين وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين . أما بعد : فهاهو رمضان قد أقبل بنوره وعطره ، و جاء بخيره وطهره ، جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش ، ويربي فيهم ملكة الصبر ، ويعودهم على احتمال الشدائد ، والجلد أمام العقبات ومصاعب الحياة . فرمضان مدرسة تربوية (يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء ، والتسليم لحكمه في كل شيء ، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء ، وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء ، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعاً عن كل ما لا ينبغي بتدربه الكامل في هذا الشهر المبارك ، ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين ، وفي أي حال ومكان ، وذلك إذا اجتهد على التحفظ في هذه المدرسة الرحمانية بمواصلة الليل مع النهار على ترك كل إثم وقبيح ، وضبط جوارحه كلها عما لا يجوز فعله . . لينجح من هذه المدرسة حقاً ، ويخرج ظافراً من جهاده لنفسه ، موفراً مواهبه الإنسانية وطاقاته المادية والمعنوية لجهاد أعدائه .) فحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية ، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات ، واستدراك ما هو آت ، قبل أن تحل الزفرات ، وتبدأ الآهات ، وتشتد السكرات. رمضان هلْ لي وقفة أستروحُ الذكرى وأرشـــــــف كلها المـعـسولا رمضان ! هل لي وقفة أسترجع الماضي وأرتع في حمـاه جــذولا فأذن - لي قارئي الكريم - أن أستقطع من وقتك الثمين جزءاً يسيراً لنتذاكر جميعاً ونتساءل: هل يمكننا أن نغير من أحوالنا ، ونحسن من أوضاعنا ، فنفكر في مآلنا ومصيرنا بعد فراق حياتنا ، فنمهد لأنفسنا قبل عثرة القدم ، وكثرة النـــدم ، فنتزود ليوم التناد بكامل الاستعداد . فأسأل الله تعالى أن يبدل من أحوالنا ، ويقلب من شأننا ، حتى يصبح يومنا خيراً من أمسنا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 5:59 am | |
| | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 6:02 am | |
| فتاوى رمضانية للشيخ بن عثيمين رحمه اللههل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟-ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب, فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج, ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج, ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة, فإن أم المؤمنين عائشة سُئلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت: لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة, ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع, وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين, خلاف ما يفعله الناس اليوم, يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه, والإمامة ولاية, والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح. وكون الإمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ, بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله من إطالة القيام والركوع والسجود والقعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك. | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 6:07 am | |
| لعلها تخفف من حرقة القلب / لأختنا الغالية شامخة الهمة الحمــــد لله الذي أنعمـ علينابالإيمـان الحمد لله الذي أنعم علينا بالعـافيـة والآمـــــــان الحمــد لله على سائـــــر نعمه العظــــــاموأصلـــي وأسلـــــــم على الحبيـــــــ سيد الأولين والآخرين صلاة وسلاما تآمين كامليــــــن إلى يوم الديـــــــن**طــآل فراقنـــــا عنـه زآآآآد شوقنــــا إليـــــــــــهحآآآآل المسلميــــن في ك لمكــــــان وفي هذه الأيــــــاممـــــا بين دعاء وتضرع للمولى بأن يبلغهم إيـــــاهوما بيــــــن سرور وتأهب للقيــــــــاهلسآآآآآن الحـال طـــــال فراقنا يا رمضـــــانوزآآآآد لهيب شوقنــــــــاوهاهي نسمـــــات العودة ستهب علينا من جديـــــــد عما قريبنعــــم الكل اشتـاق لرمضانالكــل اشتآق لروحـــــآنيــــــة رمضانالكـــــــل اشتـــــاق لمدرســــــــة رمضآآآآآآنلكــــــــــن !!!!أصابتني في القلـــــب حرقـــــةنزلت من عيني دمعـــــةعندما رأيت عبـاد الدرهم والدينــــــارقد أعدوا الخـــــطة وودبروا للخدعــــــــةلمــــــــاذا لا تنشط حركتهم إلا في رمضانتنــــــافس مهـــول في الفضائيـــــاتوما أقبحه من تنــــــافسوالمشكــــلة كل المشكــــلةأننا نتابعهم مع أننا نعرف مآربهم ومقاصدهمإيـــــــــه يا أمــــــــة محمد ساعات من رمضان ساعات من شهر الغفران تضيع على الكثير منا إلا من رحم ربيوهم أمــــــــام مسلسلات وأفلام أعدوها لنا أعداء الإســـلامبالله عليكــــم أي فائدة تجنونها من وراءهاوالله إنها لضياع لأوقاتوحرمـــان من الطــــاعاتوربما ستوقد نار الشهواتبل وستفقدكم تلك الروحانيــــــاتوإن قلتم لي تسليــــة للنفس!!!سأقول لكـــــمهل تكــون التسليـــة في غير مرضاة رب الأناماصحـــــوا يا نيــــامولا يغوينكم الشيطـــــانفهل حقا هذا قيـــام لرمضان كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)هل سنحرص حقا أن تغفر ذنوبنا ونحن عاكفون على ما شنه لنا الأعداءوالساعات والأوقات تضيع هدرافيالتــــافهــــاتوآخيــــرا كما تنشط الفضائيات بتقديم التافهاتفما زال كثير من القنوات في الفضائياتتنشط في الروحانيات وتقدم ما يفيد المسلمين والمسلماتمن إسلاميــــــــات فحفظ الله مشايخنـــــا والقائمين عليها وجزآهم عنا خيرالجزاءفلا ندع للأعداء أن يحققوا مآربهموليكن شعارنا لأرين الله ما أصنعلن يسبقني إلى الله أحـــــد*****هذه كلمـــــاتخرجـــــت من قلبي علهـــــاأن تخفف من حرقــــــــــة فيـــــــــه | |
|
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| |
| |
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: حملة شوقاً لك يا رمضان الأربعاء يوليو 04, 2012 6:08 am | |
| أختي الحبيبة / أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلأثبت أعمال لي ويكون لدي جدول يوميكلها أنجزها" أثبتها "ثم أضيف عليها ... والذي يعمل عشوائي لا ينجز ... فلا تخسري نفسك أختي الحبيبة والذي يخسر نفسه يخسر يوم القيامة ويا أخواتي ليس أحد إلا ويتحسر يوم القيامة حتى الصالحون يتحسروا أنهم لم يزدادوا في العمل الصالح أنظروا لحالنا وكيف أننا نضيع أوقاتنا في غير فائدةقال تعالى :{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية29, نستنسخ أي كل فعل وحركة كله مكتوب , وقال تعالى : {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }الإسراء14, أنت تقرئين كتابك لا يقرأه لك أحد وتقوم أعضائك وتشهد على ذلك , فيه أناس يقولوا ما نحضر محاضرات حتى لا تُقام الحجة علينا يا حبيبتي الحجة أقيمت علينا بنزول القرآن .. يقول العلماء " لا تكن شعبانياً ولا شوالياً بل كن ربانياً " بل بعضهم والعياذ بالله يحجز في الكبائن من رمضان ليقضي أيام العيد في معصية الله يجهز لمعصية الله ورمضان لم ينتهي بعد , ويتركوا قيام الليل ويتسابقوا لأفسد الأماكن نسأل الله السلامة وأن يوفقنا لكل خير . . : أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل .لكي أنال حب الله عز وجل أداوم على العمل إن شاء الله لو أصلي ركعة قيام ليل كل ليلة خير وأفضل من أصلي 11 ركعة وأترك القيام شهراً , ولو أقرا صفحة كل يوم من القرآن أفضل من أقرا جزءاً كل يوم ثم أترك القرآن شهراً ... قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183 الهدف = > التقوى
[center]نسأل أنفسنا هل تحققت التقوى من الصيام ؟؟ هل اتقيت الله في سمعي وبصري؟؟ إذا كان نعم فابشري بكل خير إن شاء الله قال تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }الحجرات13 فيقول لك صومي = > تحققي التقوى = > أصبحت الكريمة عنده سبحانه وتعالى . قال تعالى :{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2 يقول ابن عباس رضي الله عنه : " والله لو انطبقت السموات والأرضين لجعل الله للمتقين فتحات للنجاة " . هل قُبِل صيامنا أم لا ؟؟!! بفضله سبحانه صمنا رمضان وقمناه ونسأل الله أن يتقبله منا , لأن البعض صُرف عنه إما بمرض أو بموتعن أبي هريرة ـرضي الله عنه ـ قال : كان أخوان من بلي من قضاعة أسلما مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستشهد أحدهما ،وأُخِّر الآخر سنة ، فقال طلحة بين عبيد الله ـ رضي الله عنهما ـ فرأيت المؤخر منها أُدخل الجنة قبل الشهيد ، فتعجبت لذلك ، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال :" من أيِّ ذلك تعجبون ؟! فقالوا : يارسول الله ! هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ، ثم استشهد ،ودخل هذا الآخر الجنة قبله . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟" قالوا : بلى . قال :" وأدرك بعده رمضان فصام ؟ وصلى كذا وكذا من سجدة في السنَّة ؟ " قالوا : بلى . قال ـ صلى الله عليه وسلم :" فما بينهما أبعدُ ممَّا بين السماء والأرض " فلا بد من شكر الله على هذه النعمة العظيمة هنا بعض الأمور التي قد تدل على قبول العمل : 1 ـ اتباع الحسنة الحسنة / فمن علامات قبول رمضان إن شاء الله كما يذكر العلماء اتباع رمضان بصيام الست من شوال , وأجرها عظيمفضائلها / استكمال للعجز والخلل في رمضان ويجبر الكسر في هذا الشهر , وأداء شكر لله عز وجل ... ومن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله . 2 ـ انشراح الصدر واقباله على الطاعات : تكونين حابه الذكر / المحاضرات / القرآن / ما يقربك إلى الله . تقومين الليل هذه علامة قبول إن شاء الله . وتشعرين بحلاوة الإيمان , ومن أعظم ما تستشعرين به حلاوة الإيمان هو " حضور هذه المجالس " لها لذة وسعادة . سبحان الله لو تذهبي لجمعات وزيارات السخط لا تشعرين بسعادة تجلسين مجاملة فقط .. وأذكر خالة كان هناك درس في التحفيظ كل يوم بعد المغرب وكانت مع رفيقات لها فتذهب ولا تجلس للدرس بعد المغرب فسهل الله لها يوماً ومكثت فسبحان الله شعرت بحلاوة عظيمة وجاء رفيقاتها يريدون أخذها فرفضت وقالت أنتن كل يوم تعيشون هذه الحلاوة وأخذوا يطلبون منا أن نخرجها حتى يذهبوا 3 ـ التوبة والاستغفار : لا تقولي الحمدلله نحن أيش فينا !!! توبي إلى الله من كل ذنب والله يا أخواتي يكفي أن نتوب من الغفلة التي نحن فيها من الغفلة عن الثواني والساعات التي تذهب هدراً بلا فائدة ,, والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُغان على قلبه فيرجع ويستغفر وهو رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولو دوامتي على التوبة والندم سيحبك الله{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222 بالذات نحن النساء فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة لأننا أكثر أهل النار نسأل الله السلامة منها ... من منا خافت أن لا تُقبل ؟؟!! من منا جلست تتحدث مع نفسها بهذا ؟؟!! إذا شعرتي بهذا نسأل الله أن تكوني مقبولة ... وكان السلف رضوان الله عليهم يدعون الله ستاً أشهر أن يبلغهم رمضان ويدعون مثلها أن يتقبله منهم . " العمل لهذا الدين " أخواتي الحبيبات الدين نعمة والله لم نسأله أن يجعلنا مسلمين بل هو سبحانه اختار لنا هذا الدين وجعلنا في أفضل البقاع مكة المكرمة ...أنت تخدمين الدين أختي العزيزة بحضور هذه المجالس المباركة .... ودعوة النساء إليها وإياك أن تقولي هؤلاء لا يأتون أنت أدعيهم لو حضروا فهو ما نريد وإن لم يأتوا فقد كُتب أجرك قال تعالى :{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأعراف164 يقول العلماء : الدعوة واجبة حتى لو تيقنتي أنه لا يهتدي لأن قلبه بيد الله عز وجل . وأنت بالدعوة لهذه المجالس تكثرين سواد الأمة فتنصرين الأمة بهذا الفعل . واحرصي أُخيه على خدمة هذه الأماكن ـ دور التحفيظ ـ بكل طريقة : بالأطباق , أحضري أطباق وأكلات لهذه الأماكن , وتذكري أنك تطعمين أناس يطيعون الله عز وجل فتعينينهم على طاعة الله عزوجل . وأذكر في دار تحفيظنا كنا مشغولين والإدارة عندنا مشعثرة ومكركبة جداً فكانت إحدى الأخوات متحسرة ترانا ننجز أعمالنا وهي لا تستطيع فعندما رأت حال الإدارة هكذا قالت أنا أرتب لكم التحفيظ وجئنا في اليوم التالي والتحفيظ مرتب والحمد لله .... هي لا تستطيع أن تقيم محاضرات لكنها تستطيع هذا فكل واحد يخدم الدين بحسب طاقته والرسول صلى الله عليه وسلم كان يُعطى كل واحد من أصحابه ما يستطيع ويكلفه به ... وتنصرين الدين بتوزيع الأشرطة اشتري مجموعة من الأشرطة ووزعيها والآن سيأتي علينا موسم الحج وهاهم حجاج بيت الله الحرم جاء بهم الله لك من شتى بقاع الأرض ليرى ماذا قدمتي لهم ؟؟؟ اذهبي هنا لمسجد العمرة ـالتنعيم ـ ليس ببعيد واحرصي واهتمي بالتوحيد لأنهم يأتون من بلدان تنتشر فيها الشركيات ... وحاولي أن تطعمي ضيوف الرحمن هذا هو عبد الله بن جدعان كان يمد الموائد لحجاج بيت الله الحرم وهو كافر لا يرجو ثواباً ولا يخشى عذاباً .... وقفة / إياك وإياك من هبوط العزيمة ... أتبعي الحسنة الحسنة لو أخطائتي جددي التوبة والعهد مع الله عز وجل , لو كنت عاصية الله قبل دقيقة من الآن أجدد العهد مع الله فالشيطان يقول لك عندما تذهبين للمنزل صلي واستغفري , فلا تستجيبي له لأنك قد لا تخرجين من المكان هذا ..هذا هو رجل قام بتشغيل المكيف لتبرد الغرفة وخرج لشراء أغراض وما عاد لبيته وبقي المكيف شغال وبردت الغرفة وما عاد إليها سبحان الله ... . : بعد الموت لم تنتهي الحياة أبداً بل هناك الحياة الحقيقة قد بدأت فالقبر بمثابة الصندوق كل عمل صالح تعملينه ترسلينه لهذا الصندوق قال تعالى : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30تريد الإنتفاع أختي الغالية إجعلي قبر كروضة من رياض الجنة فاستغلي كل لحظة من حياتك .. هنا في الدنيا غاليتي البيت منأجمل البيوت نجمله ونزينه ونختار أرقى الأثاث والسرر المريحة , طيب في تلك الحفرة تجعلين قبرك روضة من رياض الجنة لو عملت لتلك الحفرة ...هنا لو أتتك مصيبة ونازلة يساعدك أخوك وأختك ووالدك , أما هناك فلا أحد يساعد أحداً أبداً وكلاً لسان حاله نفسي نفسي ...هناك مسئولية فردية قال تعالى :{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }مريم95 وكان السلف يحرصون على الحسنات وهي أحب لديهم من الدنيا وما فيها يحرصون على عدم تضييعها بغيبة ولا غيرها ... فالبعض يصلي ويصوم وفي جلسة واحدة يضيع كل هذه الحسنات [/center]
| |
|
| |
| حملة شوقاً لك يا رمضان | |
|