الرياضة تبعد المعوقين عن العزلة والانطواء

[size=21]

الرياضة تبعد المعوقين عن العزلة والانطواء 155221

مثلما يميل الأصحاء إلى ممارسة الرياضة، لما لها من فوائد على صحتهم،
ومقاومة الأمراض الصحية والنفسية؛ كالقلق والتوتر والاكتئاب، فإن حاجة
المعوقين لها تتضاعف، لأهميتها في تأهيلهم وتنشيط أعضاء الجسم العاجزة عن
الحركة، ولإبعادهم عن العزلة والانطواء.
وأثبتت دراسة حديثة أجراها عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في
الجامعة الهاشمية الدكتور عمر هنداوي، بعنوان "رياضة الأشخاص المعوقين وسوق
العمل"، أهمية الرياضة للمعوقين، وضرورة الحرص عليها ومتابعتها، لمساعدتهم
على التحمل ومقاومة الأمراض.
وأكدت الدراسة أهمية الرعاية الصحية، والتأهيل الرياضي للأفراد المعوقين، للمساهمة في رفع فاعليتهم وإنتاجيتهم في المجتمع.
لذلك، فإن مثل هذا التوجه يستدعي حاجة الأشخاص المعوقين من الكوادر المؤهلة
في الأردن إلى تسعة آلاف من العاملين في هذا المجال، أي أن كل (30) معوقا،
يحتاجون إلى رياضي مؤهل واحد، فيما يحتاج الوطن العربي إلى ما لا يقل عن
(900) ألف شخص مؤهلين، حسب ما جاء في توصيات الدراسة.
ويبدي الثلاثيني خالد محمد، وهو شاب يقطن في مدينة إربد، رغبته في ممارسة
هوايته في رياضة كرة السلة للمعوقين، التي يمارسها بشغف على كرسي متحرك
"لأن هذه الرياضة تشعرني بأنني موجود وتساعدني على تقوية عزيمتي وصحتي
البدنية، رغم أنني أعاني من إصابة في قدمي".
ويسعى محمد، كما هو وزملاؤه في جمعية النهضة للمعوقين، إلى ممارسة عدد من
الرياضات وألعاب القوى، وحتى الألعاب التي تكون فيها مسابقات مثل؛ الشطرنج
والبلياردو وغيرها.
وتبلغ نسبة الإعاقة في الأردن (0.5 %)؛ أي نحو (300) ألف شخص، (70 %) منهم
تحت سن (30) عاما، يقوم على خدمتهم 280 مركزا وأندية ومدارس في وزارة
التربية والتعليم، حسب ما جاء في دراسة الهنداوي، التي أطلقت في مؤتمر
"كليات التربية الرياضية العربية ومتطلبات سوق العمل"، الذي عقد مؤخرا.
ويرى الطالب في الجامعة الهاشمية ثامر كايد، الذي يدرس في كلية التربية
البدنية وعلوم الرياضة، أن كليته تهتم بشكل كبير بالتأهيل الرياضي لإعداد
الطلبة مهنيا، للتعامل مع الأشخاص المعوقين، حيث تطرح العديد من المساقات
لتأهيل الأشخاص المعوقين، إلى جانب إخضاع طلبة الكلية لتدريب ميداني مكثف
في مراكز واتحادات الأشخاص المعوقين، تحت إشراف أساتذة ومدربين مؤهلين في
الكلية.
ويوضح، بهذا الشأن، أن الكلية وفرت مختبرات ومراكز متخصصة مجهزة بالمعدات
الحديثة والمتطورة؛ مثل مختبر الميكانيكا الحيوية، ومركز الجهد البدني الذي
يقوم بإجراء اختبارات دورية لتقييم اللياقة البدنية، والأداء للرياضيين من
المعوقين، لخدمة المعوقين سمعيا وحركيا ونطقيا.
ويدعو اختصاصي علم الاجتماع د.حسين محادين، جميع الجامعات والمراكز إلى
الاهتمام بهذه الرياضايات؛ لأنها تجعل المعوقين ينخرطون في المجتمع، ويحسون
أن لهم كيانا، ويصبحون أكثر اندماجا مع مختلف المجموعات، لافتا إلى أهمية
التعاون بين الجهات الأكاديمية والوزارات ومؤسسات المجتمع المحلي المعنية
بالأشخاص المعوقين للعمل على تأهيلهم صحيا وحركيا للقيام بدور فاعل في
المجتمع.
يقول الاختصاصي النفسي د.محمد حباشنة "إن المعوقين في السابق كانوا يلجأون
إلى العزلة والانطواء؛ حيث يتزايد لديهم الإحساس بالعجز ويتفاقم ويتضاعف،
وبالتالي كانت نظرتهم إلى الحياة نظرة ضيقة، يلفها اليأس"، لكنه يوضح أن من
يلجأ للعمل وإثبات الذات وممارسة الرياضة، يقضي على هذه النظرة، ويحتل
مكان الصدارة على صفحات تاريخ الإنسانية، ويجعله ذلك أكثر اعتزازا بالذات،
لأنه يشعر أنه مميز ويستطيع فعل ما لا يفعله الكثيرون، من غير المعوقين.
تعود فكرة رياضة المعوقين، بحسب ما يذكر الحباشنة، إلى أيام الحرب العالمية
الثانية، عندما جاء الدكتور لوديج جوثمان إلى المركز الخاص بجرحى العمود
الفقري في مستشفى "ستوماندفيل" بإنجلترا؛ حيث كان المقعدون يقضون حياة
ساكنة وخاملة، وفي عزلة تامة يتجرعون ذكريات الماضي وآلام الحاضر، وبالتالي
يفقدون ثقتهم بأنفسهم، وبكل شيء يحيط بهم.
كان الدكتور جوثمان من مؤيدي الفكرة القائلة "إن باستطاعة الرياضة أن تساعد
المعوقين على استعادة توازنهم الجسدي والمعنوي، وتحقق لهم اتصالا أفضل
بالمجتمع، وتنمي قدراتهم البدنية والعقلية، وتحفز وتدفع لديهم الأمل
والإلهام؛ فالمعوق يستمد رؤيته لذاته من خلال رؤية الآخرين له".
وشرعت هذه الفكرة بالتطبيق منذ العام 1948، عندما أقيمت أول دورة لألعاب
"ستوك ماندفيل"؛ حيث اقتصرت في البداية على الرماية بالقوس، واشترك فيها
المحاربون القدماء في الجيش البريطاني، وكان عددهم 18 مقعدا بينهم سيدتان،
وذلك في اليوم نفسه الذي افتتحت فيه الدورة الأولمبية التي أقيمت في لندن،
والتي افتتحها الملك جورج السادس.
أما الألعاب الرياضية التي يمارسها المعوقون؛ فهي تنس الطاولة، السباحة،
البولينج، رفع الأثقال، القوس والسهم، المبارزة، كرة السلة، كرة الطائرة،
وألعاب القوى.

[/size]

الرياضة تبعد المعوقين عن العزلة والانطواء 1332330490471

ابدعتي ياعسل يعطيكي العافيه

» كيف نبني بيئة صحية داعمة للأطفال المعوقين؟
» البيان والإيضاح لبعض أحكام المعوقين في النكاح
» أطمعة تبعد الاحساس بالجوع .
» تفاحة يوميا تبعد المرض والسمنة.
» علماء نفس: "آسف" من الزوج.. تبعد الجلطة عن الزوجة.