هشاشة العظام
( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً ) .
ثمة مسميات متعددة لمرض أصبح أكثر شيوعاً : هشاشة العظام ، ترقق العظام ، تخلخل العظام ، ضعف العظام ، وهن العظام .
وهو خلل في العظام يتميز بانخفاض تدريجي في كثافة و كتلة العظام وهشاشة النسيج العظمي (زيادة في مساميته) وذلك بسبب انعدام التوازن الطبيعي بين فقدان خلايا عظمية وتكوين أخرى جديدة والذي يخفض بدوره قوة العظام. وعدم القدرة على تحميل مزيد من الإجهاد أو الرضوض ولديهم خطورة أعلى للإصابة بالكسور، التي تحدث دون رضوض أو مع رضوض قليلة . وهو أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال.
أكثر الكسور شيوعاً هو كسر الرسغ، والذي غالباً ما يحدث في سن 50 إلى 70 عند النساء.
كسور الحوض وكسور العمود الفقري (كسور انضغاطية) يمكن أن تحصل، وهي أكثر شيوعاً عند المرضى في السبعينات من العمر.
قد تسبب هشاشة العظام معاناة كبيرة، وخصوصاً عندما يؤدي إلى كسر الحوض، والتسبب بالعاهات أو الوفاة.
مقدمة
العظام هي أعضاء حية متحركة , ومصنع للخلايا الدموية , ومخزن للمعادن والغذاء , ودعامة للجسم ولإعطائه الشكل القويم . يقوم العظم بشكل منظم بإذابة أو تحليل الأنسجة العظمية القديمة واستبدالها بأخرى .
كيف يحدث ترقق العظام ؟
تتكون العظام من ألياف كولاجين ( مادة بروتينية ) معبأة بمواد معدنية أهمها الكالسيوم وبهذا تكون شبيهة بالأسمنت المقوي ، وللعظام فشرة خارجية أو ( لحاء ) سميك وقوي وبداخلها شبكة من ( حواجز ) العظم
وتعطي هذه التركيبة قوة فائقة للعظم مقارنة بوزنها مما يجهلها تتحمل المقاومة بدون أن تتعرض للكسر أو التلف كما أنها كائن حي ينمو ويكبر مع الجسم ويتجدد .
ويعتبر العظم مصنعا فعالا نشيطا تتم فيه عمليات البناء والهدم ضمن توازن دقيق رائع يهدف إلى بناء العظام بناء قويا سليما يمكنها من القيام بوظيفتها على أكمل وجه .
وتكون عملية البناء والنمو متسارعة عند الجنين والرضيع ثم تتباطأ نسبيا خلال مرحلة الطفولة وتتسارع ثانية في مرحلة البلوغ .
ويستمر توضع الكالسيوم في العظام حتى سن الثلاثين تقريبا حيث تصل الكتلة العظمية في الجسم إلى الحد الأعظمي المحدد وراثيا.
وبعد عمر الثلاثين تقريبا تصبح عمليات الهدم أكثر من عمليات البناء ويبدأ الكالسيوم بالضياع من العظام تدريجيا وتتسرع هذه العملية بعد سن اليأس عند النساء وعندما يصبح مخزون الكالسيوم في العظام ناقصا بشكل كبير يحدث مرض هشاشة العظام .
الأعراض :
لا توجد أعراض مرتبطة بالمرحلة المبكرة من المرض، معظم الأشخاص المصابين لا توجد لديهم أية أعراض، وهم لا يعرفون بإصابتهم.
الأعراض التي تحدث في المرض المتطور :
أولى العلامات المبكرة يمكن أن تكون نقص الطول الناتج عن انحناء العمود الفقرة والتي تسببها الفقرات الضعيفة (عظام العمود الفقري). الفقرات الضعيفة تصاب بكسور صغيرة تسبب انهيار عظام العمود الفقري عمودياً.
عندما يحدث هذا، فإن طول الفقرات ينخفض، ويتحول شكل كل فقرة من الشكل الطبيعي المستطيل إلى الشكل المثلثي. على الرغم من أن خسارة الطول الناتجة عن الكسور الضاغطة يمكن أن مترافقة بآلام الظهر، ولكنها غالباً لا تسبب أية
أعراض).
لا تسبب هشاشة العظام، غالباً، أية آلام، إلا إذا حصل كسر. عندما لا يكون هناك أية كسر، فإن الألم في العظام أو المفاصل يحتمل أن تسببه مشكلة أخرى ، مثل التهاب المفاصل أو التهاب الأوتار أو خلل في العضلات أو الأنسجة الرابطة.