بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
• ( والعصر ) أي الزمان ، أقسم الله تعالى بالعصر الذي هو الليل والنهار ، محل أفعال العباد وأعمالهم .
• ( إن الإنسان لفي خسر ) أي : فاقسم تعالى بذلك على ان الانسان لفي خسارة وهلاك .
• ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) فاستثنى من جنس الانسان من الخسران الذين آمنوا بقلوبهم بما أمر الله بالإيمان به ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ، وهذا شامل لافعال الخير كلها ، الظاهرة والباطنة ، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة .
( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) والتواصي بالحق ، الذي هو الايمان والعمل الصالح أي : يوصي بعضهم بعضا بذلك ، ويحثه عليه ، ويرغّبه فيه .
والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى اقدار الله المؤلمة ، وعلى أذية من يؤذيه ممن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .
ذكر عمرو بن العاص انه وفد على مسيلمة الكذاب قبل ان يسلم عمرو فقال له مسيلمة : ماذا نزل على صاحبكم في هذه المدة ؟ فقال : لقد نزل عليه سورة وجيزة بليغة . فقال : وما هي ؟ فقال : ( والعصر • إن الإنسان لفي خسر • إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) ففكر مسيلمة هنية ثم قال : وقد أنزل عليّ مثلها . فقال له عمرو : وما هو ؟ فقال : يا وبْر ياوَبْر وإنما أنت إذنان وصدر ، وسائرك حفر ونقر ، ثم قال : كيف ترى يا عمرو ؟ فقال له عمرو : والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب .
وقال الشافعي رحمه الله تعالى : لو تدبّر الناس هذه السورة لوسِعتهم .
آخر اختصار تفسير سورة والعصر
ولله الحمد والمنة